رئيس التحرير : مشعل العريفي

صينيون يكشفون أسرار "ميناء مهجور" ربط مكة بالعالم

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: ينتظر ميناء سعودي مهجور على ساحل البحر الأحمر وصول بعثة تنقيب صينية – سعودية لتكشف أسراره وتزيح النقاب عن آثاره التاريخية، والتي تشمل كتابات وبقايا صناعات زجاجية وفخارية تعود إلى القرن الثالث الهجري. ويقع ميناء السرين على بعد 50 كيلومتراً من محافظة الليث جنوباً، وإلى الجنوب الغربي من قرية الوسقة، والتي تمثل اليوم واحدة من المحطات الرئيسة على الطريق الحديث بين مكة المكرمة ومنطقة جيزان، جنوب المملكة.
وبحسب وكالة الأنباء السعودية (واس) يُعد الميناء المنفذ التجاري البحري لمكة المكرمة والأجزاء الجنوبية من المملكة، لإطلالته على البحر الأحمر. وشهد «السرين» تجارة بحرية ناشطة مع اليمن والحبشة. وكانت البضائع القادمة منه تُنقل بالجرار والزجاج، قبل أن يُهجر في القرن الثامن الهجري. واليوم، يعود الميناء إلى دائرة الاهتمام في مركز الآثار البحري التابع للهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، والذي وقع قبل أيام اتفاق عمل مشترك مع مصلحة التراث الوطني الصيني، للقيام بعمليات التنقيب البري والبحري في موقع «السرين» الأثري. وجرى توقيع الاتفاق خلال إقامة معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» والذي افتتح أخيراً في المتحف الوطني الصيني في العاصمة بكين. وأوضح نائب الرئيس المشرف العام على برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري الدكتور علي الغبان أنه خلال الفترة القليلة المقبلة ستبدأ أعمال التنقيب في «السرين»، ويجري الآن العمل على تشكيل فريق عمل يمثل الجانبين السعودي والصيني لبدء عمليات التنقيب . وأطلق على الموقع الأثري اسم ميناء «الواديين» أو «السرين»، نظراً إلى وجود وادي «الحيلة» (الشاقة الشامية) الذي يقع في السهل الفيضي شمالاً، ووادي «عليب» (الشاقة اليمانية) الذي يحده جنوباً. ويعد أهم المواقع الحيوية والاقتصادية في المنطقة خلال صدر الإسلام. ولعب «السرين» لقرون دور الميناء الثاني لمكة المكرمة بعد جدة، والميناء الرئيس لتهامة (عسير الشمالية). ومن هذا الدور تستمد البلدة شهرتها التاريخية إلى جانب كونها عاصمة رئيسة للإقليم بأكمله. وكشفت دراسات وعمليات تنقيب حديثة عن مخلفات آثارية «قيمة»، تتمثل في ركامات كبيرة تنتظر التنقيب عنها، وأرض مليئة بكسور فخارية وخزفية زجاجية كبيرة، إلى جانب بقايا أساسات الأبنية والقبور الأثرية الموجودة في الموقع، والتي تمثل لوحات رائعة من الخط الكوفي. ويتميز الموقع الأثري أيضاً بتوافر عدد من كسر «السيلادون»، وهو نوع من الخزف الصيني كان يتم استيراده من الصين في عصر أسرتي سونغ وتونغ الصينيتين التي توازي فترة العصرين الأموي والعباسي في تسلسل التاريخ الإسلامي، أي قبل أكثر من ألف سنة. واكتسب الموقع الأثري أهمية مكانية على الطريق بين اليمن والحجاز براً وبحراً، وأصبح ملتقى طريقي تهامة البريين اللذين يجتمعان فيها ويفترقان بعدها شمالاً وجنوباً. وكان الميناء ممراً بحرياً يلعب دوراً مهماً في حركة التجارة البحرية بين موانئ البحر الأحمر، وخصوصاً موانئ الشاطئ الشرقي التي تقع شماله وجنوبه، وكذلك صادرات السروات والقرى الداخلية.

arrow up